البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة فاطر مكية

صفحة 670 - الجزء 2

  يميناً {لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ} أي نبي {لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ} يعني ممن كذب الرسل من أهل الكتاب {فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ} عنى به سيدنا محمد رسول الله ÷ {مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ٤٢} يعني عن الحق واتباع الرسول ÷.

  قوله تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ} يعني أنهم استكبروا عن طاعة الله ø {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} وهو ما مكروه برسول الله ÷ كما قال: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الأنفال: ٣٠]، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ومعنى يحيق ينزل قال الشاعر:

  وقد رفعوا المنية واستقلت ... ذراعاً بعدما كادت تحيق

  {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ} يعني سنة الله في الأولين، وفيها وجهان أحدهما: نزول العذاب بهم عند إصرارهم على التكذيب. والثاني: لا تقبل التوبة عند نزول العذاب بهم.

  قوله تعالى: {.. وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} يعني من حيوان كله الذي دب على الأرض ودرج وقد فعل ذلك في زمن نوح # {وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} يعني إلى الأجل الذي ضرب لهم في الانتقام منهم بالسيف أو نزول العذاب بهم {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ٤٥} بصيراً بأعمالهم عالماً بآجالهم.