سورة الصافات مكية
  أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ١٦٢} وأهل نجد يقولون بمفتنين وأهل الحجاز فتنت وأهل نجد افتنت بفاتنين بمضلين إلا من قدر له أنه يصلى الجحيم في السابق من علم الله سليمان بن أرقم عن الحسن كان يقرأ: (إلا من هو صالُ الجحيم) بالرفع فإن كان عرف فيها لغة معلومة مثل عاث وعثا فهو صواب قد قالت العرب جرف هار وشاكٍ السلاح وشاكِ وقيل:
  ولو أني رميتك من بعيد ... لعاقك من دعار الذئب عاق
  ولا تعثوا ولا تعيثوا العيثان.
  {.. وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ١٦٤} هذا من قول الملائكة ... إلى قوله: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ١٦٦} يريد المصلون.
  {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ ١٦٧} يعني أهل مكة {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ ١٦٨ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ١٦٩} قال الله سبحانه: {فَكَفَرُوا بِهِ} والمعنى قد أرسل إليهم محمداً بالقرآن عليه وعلى آله الطاهرين من الله السلام فكفروا بمحمد وبالقرآن وهو مضمر لم يذكر لأن معناه معروف مثل قوله: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ثم قال: فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ١١٠}[الأعراف]، فوصل فرعون بقوله لأن المعنى بين.
  {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ١٧١} أي سبقت لهم السعادة وقراءة عبدالله: سبقت كلمتنا على عبادنا، والمعنى مقام معلوم وفي مريم: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا ءَاتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ٩٣} ومعناه إن ضربت كمعنى ما ضربت إلا زيداً.
  {... فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ} معناه بهم والعرب تجتزي بالساحة والعقوة من القوم ومعناه واحد نزل بك العذاب وبساحتك {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ١٧٧} فبئس. وفي قراءة عبدالله: فبئس صباح المنذرين.