البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأحقاف

صفحة 719 - الجزء 2

  أهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء» فاستبشروا بذلك ثم أنهم مكثوا برهة لا يرون ذلك فقالوا للنبي ÷: ما نرى تأويل ما قلت وقد اشتد علينا الأذى فأنزل الله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} أخرج إلى الموضع الذي رأيت في منامي أو لا، ثم قال لهم: «إنما هو شيء رأيته ما هو بوحي ما أتبع إلا ما يوحى إلي ما أخبرتكم به ولو كان وحياً لم يقل: ما أدري ما يفعل بي ولا بكم.

  {وَشَهِدَ شَاهِدٌ} من اليهود {عَلَى مِثْلِهِ} على مثل ما شهد عليه عبدالله بن سلام من الإيمان بالنبي ÷ وتصديق التوارة له وأنه موصوف فيها {فَآمَنَ} ذلك الرجل {وَاسْتَكْبَرْتُمْ}.

  وقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} لما أسلم مزينة وجهينة وأسلم وغفار قالت بنو عامر بن صعصعة وغطفان وأشجع وأسد: لو كان خيراً ما سبقنا إليه رعاء البهم فذلك تأويل قوله: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا} وقراءة عبدالله: مصدقاً لما بين يديه لساناً عربياً، أي هذا القرآن مصدق التوارة عربياً مبيناً غير عربيه.

  {... وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} وحسناً يقال إن الأشد هاهنا هو الأربعون وقيل ثلاث وثلاثون والاستواء الأربعون، وسمع أن الأشد في غير هذا الموضع ثماني عشرة والأول أشبه بالصواب لأن الأربعين أقرب النسق إلى ثلاثة وثلاثين منها إلى ثماني عشرة.

  {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} ... إلى قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} نزلت في أبي بكر يتقبل {وَنَتَجاوَزُ} بالنون والياء.

  {... وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ} من القبر اجتمعت القراء على الألف لما لم يسم فاعله ولو قرئت: أن أَخرُج بفتح