البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأحقاف

صفحة 721 - الجزء 2

  {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} يقال في الذي يمكنكم أن يتميز له ما في الجحد {وَحَاقَ بِهِمْ} هو في كلام العرب عاد عليهم ما استهزأوا ورجا التفسير أحاط بهم نزل ما كانوا استهزوا به.

  {.. وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ} وإفكهم وأما الإفك والآفك فمنزلة قولهم الحذر والحذر والنجس وأما من قال: إفكهم فإنه يجعل الهاء والميم في موضع نصب يقال ذلك صرفهم عن الإيمان وكذبهم كما قال: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ٩}⁣[الذاريات]، أي يصرف عنه من صرف وذكر بعض القراء أقرأ.

  {... أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ} كما قال حمزة: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ}⁣[النمل: ٨١]، العوام: بهادي العمي من قرأ بهذا وقف عليه ومن قرأ بهادي العمي لم يقف عليه حتى يتم. العمى الضلالة بهذه القراءة.