سورة محمد ÷
  قوله تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ} يعني جميع المشركين أي ضرب أعناقهم إن لم يسلموا إلا من كان ذا عهد وذمة {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} وفي المنّ هاهنا قولان أحدهما: أنه العفو والإطلاق كما من رسول الله ÷ على ثمامة بن أثال بعد أسره. والثاني: أنه العتق.
  وأما الفداء ففيه قولان أحدهما: أن المفاداة على مال يؤخذ أو أسير يطلق كما فادى رسول الله ÷ أسرى بدر كل أسير بأربعة آلاف درهم وفادى في بعض المواضع رجلاً برجلين. والثاني أنه البيع.
  {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} يعني أوزار كفرهم في الإسلام وأوزار الحرب أثقالها والوزر الثقل ومنه سمي الوزير لأنه يتحمل الأثقال، وأوزارها السلاح توضع إما بالهزيمة أو الموادعة قال الشاعر:
  وأعددت للحرب أوزارها ... رماحاً طوالاً وخيلاً ذكورا
  وقيل حتى تضع الحرب أوزارها يعني أوزار كفرهم بالإسلام والإمام فيمن أسره من دار الكفر بين أربعة أمور بين أن يقتل لقوله: {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} أو يسترق أو يمنّ كما منّ على ثمامة أو يفادى بمال أو أسرى فإن أسلموا سقط القتل عنهم وفي الثلاثة الباقية على خيار {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ} يعني بغير قتال.
  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وقرئ: (قاتلوا) {سَيَهْدِيهِمْ} إلى طريق الجنة {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ٦} يعني عرفها بما فيها من الكرامة والنعم وقيل معنى عرفها أي طيبها بأنواع الملاذ مأخوذ من العرف وهي الرائحة الطيبة.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} يعني إن