البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة محمد ÷

صفحة 726 - الجزء 2

  الْأَمْرِ} وهو قول اليهود للمنافقين سنطيعكم في كتم ما علمنا من نبوة محمد ÷ وقول المنافقين لليهود: سنطيعكم في تخلفنا عن الجهاد مع محمد ÷ {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ٢٦} أي ما أسر بعضهم إلى بعض من هذا القول.

  {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ} يعني قبض الأرواح عند الموت {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ} يعني يضربون وجوههم في القتال نصرة لرسول الله ÷ عند الطلب {وَأَدْبَارَهُمْ ٢٧} عند الهرب.

  قوله تعالى: {.. أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني شك ونفاق {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ٢٩} أي أحقادهم وعداوتهم قال الشاعر:

  قل لابن هند ما أردت بمنطق ... ساء الصديق وشرد الأضغانا

  {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} واللحن الذهاب بالكلام في غير جهته مأخوذ من اللحن في الإعراب وهو الذهاب به عن الصواب ومنه قول النبي ÷: «إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته» أي أذهب بها في الجهات لقوته على تصريف الكلام.

  وروينا في الأثر أنه لم يتكلم عند نزول هذه الآية عند رسول الله ÷ منافق إلا عرفه {وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ٣٠} أي يميزها صالحة كانت أم طالحة.

  قوله تعالى: {... يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} أي أطيعوا الله بتوحيده وامتثال أوامره، وأطيعوا الرسول بتصديقه {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ٣٣} أي لا تحبطوا حسناتكم بالمعاصي.

  {.. وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ٣٥} أي لن ينقصكم أجور أعمالكم