البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة القمر مكية

صفحة 759 - الجزء 2

  المنصب المتدفق قال امرئ القيس:

  راح تمر به الصبا ثم انتحى ... فيه شؤبوب جنوب منهمر

  {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ١٢} يعني ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدر فيه هلاك من كفر وسلامة من آمن.

  {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ١٣} الألواح السفينة والدسر المسامير قال: دسرت في السفينة أي أوثقتها وشددتها {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} يعني بمرأى منا معكم.

  {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} أي انفجرت الأرض عيوناً ينبوع الماء منها.

  {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ ١٤} يعني جزاء لكفرهم بالله تعالى وكفرهم وتكذيبهم بنوح #. {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا ءَايَةً} أي تركنا الأرض آية {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ١٥} أي متذكر مزدجر عن معاصي الله ø.

  {... إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} والصرصر الريح الباردة وقيل إنها التي يسمع لها صرير أي صوت قال الشاعر:

  نالت تصرصر فوق المركب العالي

  {... وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ} يعني سهلنا تلاوته وحفظه على أهل كل لسان حتى أنه لا يحفظ غيره من كتب الله ø ولا يضبط سواه.

  قوله تعالى: {.. إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٢٤} والضلال في هذا الموضع الهلاك والسعر جمع سعير وهي النار.

  قوله تعالى: {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ٢٥} والأشر البطر المتعدي إلى منزلة لا يستحقها.