البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة القمر مكية

صفحة 762 - الجزء 2

  {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ٤٦} يعني أمرّ الطعوم وسميت القيامة ساعة لسرعة الأمر فيها.

  قوله تعالى: {... إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ٤٩} أي بحكمة وتقدير قال الراجز:

  وقدر المقدر الأقدار

  {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ٥٠} يعني أن ما أردناه من صنع شيء أمرناه أي صنعناه مرة واحدة لا نحتاج إلى ثانية فيكون ذلك الشيء ما أمرنا له وصنعنا إياه {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ٥٠} في سرعته.

  {... وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ٥٣} يعني كل صغير من الأعمال وكبير مستطر أي معلوم محفوظ كالشيء المكتوب الذي إذا احتيج إليه نظر فيه.

  قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ٥٤} والنهر جمع الأنهار وهو ما وعد الله ø المطيعين من خلقه ويحتمل أن يكون النهر المراد به الضياء والنور ويكون جمع نهار قال الشاعر:

  لولا البريدان هلكنا بالضمر ... بريد ليل وبريد بالنهر

  {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} يعني في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم {عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ٥٥} والمليك والملك واحد وهو الله ø كما قال ابن الزبعرى:

  أنا رسول المليك لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور

  والمقتدر يعني قادر.