البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الواقعة مكية

صفحة 770 - الجزء 2

  المسلمين القليل عددهم لأن من حق الإسلام مع رسول الله ÷ كان قليلاً وإن كثروا بالنظر والمرأى.

  {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ١٥} والسرر جمع سرير وسميت بذلك لأنها مجلس السرور والموضونة المنسوجة بالذهب لأن التوضين التشبيك والنسج، ومنه قول لبيد:

  إن يفزعوا فسوابغ موضونة ... والبيض تبرق كالكواكب لامها

  يعني يحتمل أن يكون بمعنى مظفورة ومنه وضين الناقة وهو البطان العريض المظفور من السيور.

  قوله تعالى: {.. يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ١٧} والمخلدون المسورون المفرطون قال الشاعر:

  ومخلدات باللجين كأنما ... أعجازهن أفاور الكثبان

  ويحتمل معنى ثانياً وهو أن يكون المعنى الباقون على صغرهم ولا يموتون ولا يتغيرون قال امرئ القيس:

  وهل ينقمن إلا خل مخلد ... وقليل هموم لا يبيت بأوجال

  قوله تعالى: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} والأكواب ما ليس لها عرى والأباريق ما لها عرى {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ١٨} والكأس الإناء الذي فيه الشراب والمعين الماء الجاري {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ١٩} أي لا يفترقون من قولك صدعت الشيء أي فرقته ولا ينزفون أي لا تنزف عقولهم فيسكرون.

  {... لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ٢٥} أي الباطل والكذب