البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحديد مدنية

صفحة 779 - الجزء 2

  قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} يعني أظهرناه فأنزلناه، والثاني: أن يكون محمولاً على أن الماء ينزل من السماء فينعقد في الأرض جوهراً فيصير بالسبك حديداً فيه بأس شديد يعني أن سلاحه وإليه يكون الحرب التي هي بأس شديد {وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} يعني ما يدفع عنهم درع الحديد من الأذى ويوصلهم في البحر.

  قوله تعالى: {.. وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا} يعني أحدثوها وقرئ: ورُهبانية بضم الراء لم تكتب عليهم وقد تكلفوها والرهبانية رفض النساء واتخاذ الصوامع واللحوق بالجبال ومعنى ما جعل في قلوبهم من الرحمة والرأفة وذلك أنه جعلها في قلوبهم بالحكم والأمر بها والترغيب فيها والرهبانية التي ابتدعوها ما لم يأمرهم بها ولم يدعم إليها {فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} يعني ما رعوها بتكذيبهم برسول الله ÷ وتبديلهم دينهم.

  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ} يعني يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى آمنوا بمحمد ÷ {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} يعني أجرين أجر الدنيا وأجر الآخرة {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ}.

  قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} معناه لأن يعلم أهل الكتاب و (لا) صلة زائدة في كلام دخل عليه جحدان {أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} ø يعني دين الله ø.