البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة المجادلة مدنية

صفحة 781 - الجزء 2

  ويعادون أولياءه {كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} يعني أهلكوا كما أهلك الذين من قبلهم.

  قوله تعالى: {... أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ} والنجوى الإسرار ومن ذلك قول جرير:

  من النفر البيض الذين إذا انتجوا ... أقرت لنجواهم لؤي بن غالب

  والمنهي عن النجوى هم المنافقون لأنهم كانوا يتناجون بما يسوء المسلمين وبوقيعهم في رسول الله ÷ {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} كانت اليهود إذا دخلوا على رسول الله ÷ قالوا له: السام عليك؛ فكان النبي ÷ يرد عليهم ويقول: «وعليكم» وقيل أن بعض الناس في مجلس رسول الله ÷ فقال: وعليكم السام والذام فقال النبي ÷: «إن الله لا يأمر بالفحش والتفحش» وأرادوا لعنهم الله بالسام الموت وقيل إن اليهود كانوا إذا أراد رسول الله ÷ جواب سلامهم هذا قالوا: لو كان نبياً استجيب له فينا قوله: وعليكم؛ يعني السام وهو الموت وليس بنا سامة ولا في أجسادنا فترة فأنزل الله: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ٨}.

  قوله تعالى: {... يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} والمراد بالمجلس مجلس رسول الله ÷ ومجالس الأئمة من ولده $ فيجب على من حضرها وسبق إليها أن يفسحوا عليهم ويؤثروه به لأن الناس