سورة المجادلة مدنية
  كانوا إذا جلسوا في مجلس رسول الله ÷ شحوا بأمكنتهم على من يدخل عليهم {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} وذلك أنهم كانوا إذا جلسوا في بيت رسول الله ÷ أطالوا ليكون كل واحد منهم هو الآخر عهداً به فأمرهم الله أن ينشزوا إذا قيل لهم انشزوا ومعنى تفسحوا توسعوا، ومعنى انشزوا ارتفعوا وقوموا لأن القيام هو الارتفاع من الموضع {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ} يعني بإيمانه على من ليس بمنزلته في الإيمان {وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} والمراد الأئمة من ولد رسول الله ÷ رفعهم الله تعالى في الدنيا والآخرة على كل شريف ومشروف والحمد لله على ذلك كثيراً وإنما أعلم الله تعالى خلقه بذلك ليعرفوا منازلهم ومراتبهم وأن لا يتقدموا عليهم في حال من الأحوال.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} وسبب ذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله ÷ حتى سبقوا بها عليه فأراد الله تعالى أن يخفف على نبيه ÷ فلما قال ذلك ظن الناس وكفوا من المسألة فلم يناجيه إلا أمير المؤمنين ~ قدم ديناراً فتصدق به ثم ناجى رسول الله فسأل عن عشر خصال ثم أنزل الرخصة: {ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} قال أمير المؤمنين: ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت وهذه إحدى فضائله #.
  {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} وهذه الآية نزلت في طلحة والزبير حين هما بمحالفة اليهود والنصارى يوم أحد رهبة من إدالتهم على المسلمين فأنزل الله تعالى فيهم ذلك.
  قوله تعالى: {... اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} أي غلب واستولى عليهم