سورة الممتحنة مدنية
  دُونِ اللَّهِ} فتبرأوا منهم فهلا تبرأت يا حاطب من كفار أهل مكة ولم تفعل ما فعلته في مكاتبتهم وإعلامهم ثم قال: {كَفَرْنَا بِكُمْ} أي كفرنا بما آمنتم به من الأوثان وكذبنا بأفعالكم {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} يعني تأسوا بإبراهيم في فعله واقتدوا به إلا في الاستغفار فلا تقتدوا به.
  قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي لا تسلطهم علينا فيفتنونا ولا تعذبنا بعذاب من عندك فيقولوا لو كانوا على حق ما عذبوا.
  قوله تعالى: {.. عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} وهم أهل مكة حين أسلموا يوم الفتح فكانت هي المودة التي صارت بينهم وبين المسلمين.
  قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} وهذه الآية نزلت في خزاعة كان لهم عهد فأمرهم الله أن يبروهم بالوفاء، حتى نسخت بآية السيف {وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} أي تعدلوا فيهم.
  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} والسبب في نزول هذه الآية أن رسول الله ÷ هادن قريشاً عام الحديبية فقالت قريش على أن ترد إلينا من جاءك منا ونرد عليك من جاءنا منك فقال ÷: «على أن نرد عليكم من جاءنا منكم ولا تردوا علينا من جاءكم منا من اختار الكفر على الإيمان أبعده الله» فعقد الهدنة ÷ بينه وبينهم على هذا إلى أن جاءت منهم أم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط وقيل إن زوجها جاء في طلبها فقال: يا محمد قد شرطت لنا رد النساء وطين الكتاب لم يجف بعد وهذه امرأتي فارددها علي فلما طلب المشركون رد من أسلم من النساء منع الله من ردهن بعد امتحان إيمانهن بقوله: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا