البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الممتحنة مدنية

صفحة 794 - الجزء 2

  {وَلَا يَسْرِقْنَ}.

  ثم قال: {وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} يعني لا يلحقن أزواجهن غير أولادهن لأن المرأة كانت تلتقط ولداً فتلحقه بزوجها ولداً، ومعنى قوله: {يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ} ما أخذنه لقيطاً {وَأَرْجُلِهِنَّ} ما ولدنه من زنا {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} والمعروف كل فعل كان لله فيه طاعة ولرسوله والمنكر كل فعل كان فيه معصية لله ولرسوله.

  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} والمغضوب عليهم هم جميع العصاة والمذنبين {قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ١٣} بعد المعاينة من ثواب الآخرة لأنهم قد تيقنوا العذاب.