سورة الممتحنة مدنية
  انقضت عدتهن أو كن غير مدخول بهن {إِذَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} مهورهن {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} أي تنكحوا المشركات ولا ترغبوا في مالهن وجمالهن {وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا} يعني أن المسلم إذا ارتدت زوجته إلى ذوي العهد من المشركين المذكورين أن يرجع عليهم بمهرها كما ذكرنا أن للمشرك أن يرجع بمهر زوجته إذا أسلمت فإن لم يكن بينهم عهد شرط فيه الرد فلا يرجع وللأئمة من ولد رسول الله ÷ أن يعقدوا في أعصارهم على قدر مصالح الخلق من العقود والعهود والشروط ما كان لأبيهم رسول الله ÷ في وقته.
  {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} ومعنى هذا أن من فاتته زوجته بارتدادها إلى أهل العهد المذكور ولم يصل إلى مهرها منهم ثم غنمهم المسلمون ردوا عليه مهرها من أموال غنائمهم وفيِّهم، ومعنى قوله: فعاقبتم أي أصبتم وغنمتم من أموالهم.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} وذلك أن رسول الله ÷ لما دخل مكة عام الفتح بايعه الرجال وجاء النساء فأمر أميمة أخت خديجة بنت خويلد خالة فاطمة ابنة رسول الله ÷ أن تبايع النساء عنهن.
  فإن قيل: فما معنى بيعته لهن ولسن من أهل الجهاد فتوجد عليهن البيعة؟
  فالجواب: أن بيعته لهن تعريفاً لهن بما عليهن من حقوق الله تعالى وحقوق أزواجهن لأنهن دخلن في شرع لم يعرفن حكمه فبينه لهن وكان أول ما أخذه عليهن أن لا يشركن بالله شيئاً توحيداً له ومنعاً عن عبادة غيره