البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الجمعة مدنية

صفحة 798 - الجزء 2

  من كان في عصر رسول الله ÷ لأنهم لم يلحقوهم.

  {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٤} والفضل النبوة والإمامة يؤتيهما من اختاره واصطفاه من خلقه.

  {... قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} أي تفرون من الداء بالدواء فإنه ملاقيكم بانقضاء الأجل تفرون من الجهاد بالقعود فإنه ملاقيكم بالوعيد.

  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} ... الآية فاسعوا إلى سماع موعظة الإمام وكان اسم الجمعة في الجاهلية عروبة وأول من سماه باسمه هذا كعب بن لؤي بن غالب لاجتماع قريش إلى كعب {وَذَرُوا الْبَيْعَ} منع الله تعالى منه عند صلاة الجمعة وحرمه في وقتها على من كان مخاطباً بفرضها ووقت التحريم من وقت الزوال إلى الفراغ من الصلاة.

  قال الإمام الناصر لدين الله ~: وإن عقد في هذا الوقت المحرم بيعاً بطل لظاهر قوله تعالى في النهي عنه والنهي يقتضي فساد المنهي عنه {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٩} يعني أن الصلاة خير لكم من البيع والشراء لأن الصلاة تفوت بخروج وقتها والبيع لا يفوت.

  قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ} يعني أديت {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} وروينا عن يحيى بن زيد # أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف فيقف على باب المسجد فيقول: اللهم قد أجبت دعوتك وصليت فريضتك وانتشرت كما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} أي نعمة الله ø موصولة بنعمة الآخرة.

  قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} قيل إن رسول الله