سورة المنافقين مدنية
  سَبِيلِ اللَّهِ} يعني عن الجهاد لتثبيطهم عن المسلمين وإرجافهم بهم وتميزهم عنهم قال الإمام الناصر لدين الله ~: ما يخاف على الإسلام رجلين رجل قد استبان إيمانه ورجل قد استبان كفره لكنا نخاف عليه المنافق الذي يتعوذ بالإيمان من الكفر ويعمل بغيره.
  قوله ø: {.. وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} يعني حسن منظرهم وتمام خلقهم {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} شبههم بالخشب لأنهم لا يسمعون الهدى ولا يقبلونه كما لا يسمعه الخشب المسندة {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} يسمعونها حتى لو سمع رجل بصاحبه أو صاح بما فيه أن العدو قد جاءهم وأن القتل قد حل بهم استأنف الله خطاب النبي ÷ بقوله: {فَاحْذَرْهُمْ} أي احذر أن تثق بهم أو تميل إلى كلامهم {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} أي قتلهم الله ولعنهم {أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٤} أي يؤفكون ويردون عن الرشد.
  قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} كان رسول الله ÷ إذا نزل منزلاً يرتحل منه حتى يصلي فيه فلما كانت غزوة تبوك بلغه أن عبدالله بن أبي سلول قال: {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} فارتحل قبل أن ينزل آخر الناس وقيل لعبدالله بن أبي سلول: ائت النبي ÷ حتى يستغفر لك فلوى رأسه وهو معنى قوله: {لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} إشارة إليه وإلى أصحابه أي حركوها وأعرضوا يمنة ويسرة إلى غير وجهة المخاطبة ونظروا شزراً وإنما عملوا ذلك استهزاء وامتناعاً من ثقل ما دُعوا إليه.
  قوله تعالى: {.. هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} يعني عبدالله بن أبي سلول، وسببه أن رسول الله ÷ بعد انكفائه من غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست نزل