البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة التغابن مدنية

صفحة 805 - الجزء 2

  فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله ø تخفيفاً عنهم: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} فنسخت الأولى {وَاسْمَعُوا} يعني لكتاب الله ø إذا أنزل عليكم {وَأَطِيعُوا} يعني لرسوله ÷ ولكل من قام مقامه من ولده فيما أمروكم ونهوكم عنه، ولما نزلت هذه الآية بويع رسول الله ÷ على السمع والطاعة في المحبوب والمكروه {وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ} وهو الإنفاق في سبيل الله {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٦} يعني من أنفق في سبيل الله فقد وقي شح نفسه.

  قوله تعالى: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ} والقرض النفقة في الجهاد ووجه المضاعفة أن المكافأة في نفقة الجهاد الحسنة بسبعمائة أمثالها كما بينه في قوله: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ}⁣[البقرة: ٢٦١].

  {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} يعني ذنوبكم بالتوبة والرجوع عنه {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ١٧} والشكور المجازي على الشكر بالإنعام والحليم الذي حلم عن تعجيل المؤاخذة بالذنوب.