سورة الطلاق مدنية
  وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من انقطع إلى الله كفاه كل مؤنة فيها ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها».
  {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} يعني قاض أمره فيمن توكل عليه وفيمن لم يتوكل عليه {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ٣} يعني وقتاً وأجلاً.
  قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} يعني إن شككتم في حكم عدتهن فلم تعلموا ... {فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} فعدتهن ثلاثة أشهر {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} وكانت عدة الحامل وضع حملها في الطلاق فأما في الوفاة فعدتها آخر الأجلين {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ٤} يعني يتق الله في اجتناب معاصيه يجعل له من أمره يسرا في توفيقه للطاعة.
  قوله تعالى: {.. أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} يعني أن سكنىلزوجة مستحق على زوجها مدة نكاحها وفي عدة طلاقها رجعياً فأما البائن فلا تجب للزوجة به إلا النفقة والوجد الطاقة والسعة {وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} يعني في تضييق النفقة عليهن إن كن في عدة طلاق أو عدة وفاة {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} وهذا في نفقة المطلقة الحامل واجبةلها في مدة حملها كان الطلاق بائناً أو رجعياً وإنما استحقاقها للنفقة إذا كان الطلاق بائناً لأجل الحمل.
  {فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} هذا في المطلقة إذا أرضعت ولدها فلها على المطلق أجرة الرضاع لأن نفقته ورضاعه واجبة على أبيه دونها {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ} يعني أبوي الولد يتراضيان بينهما في رضاعه إذا وقعت الفرقة بمعروف في أجرتها على الأب ورضاعتها للولد