سورة الطلاق مدنية
  {وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ} أي تضايقتم واختلفتم {فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ٦} واختلافهما نوعان أحدهما في الرضاع والثاني في الأجرة فإن اختلفا في الرضاع فإن دعيت إلى إرضاعه وامتنع الأب مكنت منه إجباراً وإن دعاها الأب إلى إرضاعه وامتنعت فإن كان يقبل ثدي غيرها لم تجبر على إرضاعه واسترضع له غيرها وإن كان لا يقبل ثدي غيرها أجبرت على إرضاعه بأجرة مثلها، وإن اختلفا في الأجرة فإن دعت ضرورة إلى أجرة مثلها وامتنع الأب إلا تبرعاً فالأم أولى بأجرة المثل إذا لم يجد الأب متبرعاً، وإن دعا الأب إلى أجرة المثل وامتنعت الأم لتطلب شططاً فالأب أولى به فإن أعسر الأب بأجرتها أخذت جبراً برضاع ولدها.
  قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا ءَاتَاهَا} يعني لا يكلف الله نفساً نفقة المرضع إلا بحسب المكنة والقدرة {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ٧} يعني بعد ضيق سعة وبعد عجز قدرة.
  {... قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولًا} الذكر القرآن والرسول سيدنا محمد رسول الله وتقدير الكلام {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠} وبعث إليكم {رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ} يعني القرآن.
  قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} يعني خلق الأرض مثلما خلق السماء سبعاً متطابقة {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} أي بين السماء والأرض والمراد بالأمر الوحي الذي ينزل بأوامر الله ø {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ١٢} لأن من قدر على هذا الملك العظيم فهو على ما بينهما من خلقه أقدر ومن العفو والانتقام أمكن وإن استوى على ذلك في مقدوره ومكنته.