سورة التحريم مدنية
  والمؤمنين عليهم سلام رب العالمين، وأم سلمة بنت أبي أمية ^ بقوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} هي آسية بنت مزاحم {إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} قيل إن فرعون اطلع على إيمان امرأته فخرج إلى الملأ فقال: ما تعلمون من آسية فأثنوا عليها فقال لهم: إنها تعبد رباً غيري قالوا: اقتلها فأوتد لها أوتاداً فشدوا يديها ورجليها فدعت آسية ربها فقالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ١١} فكشف لها الغطاء فنظرت إلى بيتها ووافق ذلك حضور فرعون لعنه الله فضحكت حين رأت بيتها في الجنة فقال فرعون: ألا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك فقبض روحها إلى رحمة الله تعالى.
  وقوله: {وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} عنى بالعمل الشرك {وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ١١} يعني أهل مصر.
  {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} وهذا تنزيه لها مما نسبه إليها اليهود –لعنهم الله من الفاحشة {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} والكلمات عيسى # والكتب هي الإنجيل {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ١٢} يعني من المطيعين في التصديق والهداية.