سورة التحريم مدنية
  وولده وعبيده وإمائه {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} والحجارة من الكبريت فهي تزيد في وقود النار {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ} يعني غلاظ القلوب شداد الأجسام وهم الزبانية {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} أي لا يخالفونه في أمر من زيادة أو نقصان {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٦} يعني وقته فلا يؤخرونه ولا يقدمونه.
  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} والنصوح أن يتوب من الذنب ولا يعود إليه أبداً وتقرأ: توبة نصوح بضم النون أي نصح لأنفسكم.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} أما جهاد الكفار بالسيف وكذلك حكم جهاد المنافقين إذا ظهر نفاقهم وقيل الواو بمعنى الباء أي جاهد الكفار بالمنافقين.
  قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ} ... إلى قوله: {فَخَانَتَاهُمَا} وخيانتهما إضمارهما للكفر وإظهارهما للإسلام وروينا أن خيانة امرأة نوح أنها كانت تخبر الناس أنه مجنون وإذا مر به أحد أخبرت الجبابرة به وخيانة امرأة لوط أنه إذا نزل به ضيف دخنت لتعلم قومها أنه قد نزل بلوط ضيف لما كانوا عليه من إتيان الرجال وكان اسم امرأة نوح والهة واسم امرأة لوط والغة {فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} فلم يدفع نوح ولوط مع كرامتهما على الله عن زوجتيهما لما عصيا شيئاً من عذاب الله تنبيهاً بذلك على أن العذاب يدفع بالطاعة دون الوسيلة وهذا مثل ضربه الله تعالى لنبيه بامرأة نوح وامرأة لوط ليسليه فيما كان من حفصة وعائشة في إفشاء سره وإشاعة حديثه.
  ثم ضرب له مثلاً في صالحات أزواجه كخديجة بنت خويلد أم الأئمة