البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الملك مكية

صفحة 814 - الجزء 2

  النادم قال الشاعر:

  ما أنا اليوم على شيء مضى ... يأتيه القوم تولى تحسر

  وقيل هو الكليل الذي ضعف ومنه قول الشاعر:

  من مد طرفاً إلى فوق غايته ... ارتد خسئان منه الطرف قد حسرا

  ويحتمل أن يكون المنقطع من الأعيان كما قال الشاعر:

  والخيل شعث ما تزال جيادها ... حسراً تغادر بالطريق سجالها

  قوله تعالى: {... إِذَا أُلْقُوا فِيهَا} يعني الكفار في جهنم {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا} والشهيق يكون من الكفار عند إلقائهم في النار وقد مضى الكلام في تفسير الشهيق {وَهِيَ تَفُورُ ٧} أي تغلي ومنه قول الشاعر:

  تركتم قِدركم لا شيء فيها ... وقِدرُ القوم حامية تفور

  {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} تتقطع غضباً من الله ø على العصاة وانتقاماً منهم {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ٨} النذير الرسل والأنبياء واحدهم نذير قال الشاعر:

  وما كنا نرى من بعد موسى ... وعيسى أن يكون لنا نذير

  {... فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ ١١} وأراد بالسعير جهنم.

  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} والغيب إذا أراد به الخلوة إذا خلى بنفسه وذكر ذنبه استغفر الله {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ١٢} يعني ثواب الله ø في الجنة.