البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الجن مكية

صفحة 838 - الجزء 2

  والمراد لما اجتمع المشركون على رسول الله ÷ وتعاونوا عليه في شرك.

  {.. قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ} أي لن يدفع عني أحد دون الله {وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ٢٢} يعني ملجأ ولا نصيرا قال الشاعر:

  يا لهف نفسي ولهف غير مجدية ... عني وما من قضاء الله ملتحد

  أي لا أملك لكم إلا ما أرسلت به إليكم من رسالات الله ø.

  {... عَالِمُ الْغَيْبِ} يعني ما غاب مما لم يرده {فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} يعني ملكاً أو نبياً فإنه يطلعهما عليه {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ٢٧} والرصد الملائكة الحفظة {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ} يعني ليعلم من كذب الرسل أن الرسل قد أبلغت ما أمرت بإبلاغه {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ} أي علماً {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ٢٨} يعني من خلقه لا يعزب عنه إحصاؤه وإن عزب على غيره.