سورة المزمل مكية
  {.. وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} يعني يقدر ساعاتهما وتقديرهما لأعمال عبادة ... {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ} وأقل ما يجزي من القراءة فاتحة الكتاب وثلاث آيات معها في الركعتين الأولتين من كل فريضة {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} ذكر أسباب التخفيف فذكر منها المرض لأنه يعجز ثم قال: {وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} وهم الذين يتقلبون في معايشهم بالتجارة أو غيرها {وَءَاخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} يعني في طاعته وهم المجاهدون {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} وإنما أراد بإعادة قوله: فاقرأوا ما تيسر منه نسخ ما تقدمه في أول السورة من قيام الليل وجعل ما تيسر منه تطوعاً ونفلاً لأن الفرض لا يؤمر فيه بفعل ما تيسر منه {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} وهي الخمس لوقتها {وَءَاتُوا الزَّكَاةَ} أي زكاة الأموال المفروضة {وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} والقرض هو النفقة في الجهاد لأنها أفضل النفقات وأكمل العبادات {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ} يعني من صدقة ونفقة في الجهاد {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} أي تجدوا ثوابه عند الله {هُوَ خَيْرًا} مما أعطيتم ... {وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} يعني من ذنوبكم {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٢٠} يعني غفور لما كان قبل التوبة بها رحيم لكم بعدها.