سورة القيامة مكية
  واليمين التي تكون جحداً، وقرئ: لأقسم، وهذا على أن تكون اللام وحدها دخلت على أقسم إثباتاً للقسم وتقديره: أقسم بيوم القيامة.
  {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ٢} هي التي لا صبر لها عن محن الدنيا وشدائدها فهي كثيرة اللوم فيها {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ٣} يعني فنعيدها خلقاً جديداً بعد أن صارت رفاتاً {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ٤} أي نعيد مفاصله بالبعث خلقاً جديداً وفي (بلى) وجهان أحدهما: أنه تمام قوله لن نجمع عظامه، بلى نجمعها. والثاني: استئناف بعد تمام الأول بالتعجب {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ٥} يعني أنه يرتكب الآثام في طلب الدنيا لقوة أمله ولا يذكر الموت. والثاني: يحتمل أن يكون المعنى بل يريد أن يجحد الحق في يوم القيامة.
  قوله ø: {.. فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ٧} أي شخص عند الموت قال الشاعر:
  فنفسك فانفع ولا تبغني ... وداو الكلوم ولا تبرق
  وهذه القراءة بفتح الراء وقد يجوز بكسر الراء ومعناه أن يغشى عينيه البرق يوم القيامة ومنه قول الأعشى:
  وكنت أرى في وجه مية لمحة ... فأبرق مغشياً عليّ مكانيا
  ويحتمل أن يكون بمعنى شق البصر كما قال الكلابي:
  لما أتاني ابن عمرو داعياً ... أعطيته عيشاً مهناً فبرق
  {وَخَسَفَ الْقَمَرُ ٨} أي ذهب ضوؤه حتى كأن نوره وذهب في