سورة الإنسان مدنية
  أو علا فمنه يكون الشبه».
  والثالث: أن الأمشاج الأطوار، وهو أن الخلق طوراً نطفة ثم طوراً علقة ثم طوراً مضغة ثم طوراً عظماً ثم يكسى العظم لحماً.
  والرابع: أن الأمشاج العروق التي تكون في النطفة.
  وقوله تعالى: {نَبْتَلِيهِ} أي نختبره ونكلفه وفيما نختبره وجهان أحدهما: نختبر بالخير والشر. والثاني: نختبر شكركم في السراء وصبركم في الضراء {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ٢} أي ذا سمع وذا بصر امتناناً بالنعمة عليه.
  {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} يعني بينا له سبيل الخير والشر والضلالة والهدى {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ٣} يعني شاكراً لنعمه وإما كافراً لها وجمع بين الشاكر والكفور ولم يجمع بين الشاكر والكفور مع اجتماعهما في معنى المبالغة نفياً للمبالغة في الشكر وإثباتاً لها في الكفر؛ لأن شكر الله تعالى لا يؤدى فانتفى عنه المبالغة ولم تنتف عن الكفر المبالغة.
  قوله تعالى: {.. إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥} والأبرار هم الذين أدوا حقوق الله ø وأوفوا بالنذر وقوله: {يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ} يعني خمراً طعمه الزنجبيل وريحه الكافور، وقيل إن الكافور عين في الجنة {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} يعني أولياءه وهي التسنيم وهما شرف شراب أهل الجنة {يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ٢٨}[المطففين]، صرفاً وتمزج لسائر أهل الجنة بالخمر واللبن والعسل {يُفَجِّرُونَهَا} يعني يمزجونها بما شاءوا.
  {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} يعني يوفون بما افترض الله عليهم من عبادته ويتمون ما عقدوه على أنفسهم في حق الله {وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ٧} والمعنى ويخافون عذاب يوم كان شره مستطيراً أي قاسياً ممتداً {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨} يعني