سورة الإنسان مدنية
  على الحاجة إليه وشدة الرغبة فيه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، والأسير من أسرى أهل الشرك إلى أن ينظر في حاله.
  وهذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين À أجمعين وفيهم نزل سائر السور.
  {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} يعني أثنى الله سبحانه عليهم لما علم من شأنهم في ذلك وأن يكونوا لفظوا به ليرغب فيه الراغبون {لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ٩} جزاء بالفعال وشكراً بالمقال {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ١٠} والعبوس الذي يعبس فيه بالوجوه من أهواله وعظم أوجاله والقمطرير الشديد {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ١١} والنضرة في الوجه والسرور في القلوب والنضرة البياض في الوجه والنقاء والحسن والبهاء.
  {.. لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ١٣} وروينا أن الزمهرير القمر قال الشاعر:
  وليلة ظلامها قد اعتكر ... قطعتها والزمهرير ما زهر
  ويجوز أن يكون البرد الشديد.
  قوله تعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ١٤} يعني أن يديهم لا يردها عنهم شوك ولا بعد.
  قوله تعالى: {وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ ١٥ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ} أما الأكواب فقد مضى تفسيرها قواريرا من فضة: يعني أنها قوارير من فضة في بياض الزجاج.
  وروينا عن أسلافنا $ قالوا: قوارير كل أرض من تربتها