البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة عم يتساءلون مكية

صفحة 862 - الجزء 2

  الحسنة بعشرة أمثالها من الحسنات.

  {.. يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} المراد بالروح جبريل # والملائكة تصطف معه {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} لا يتكلمون إلا من بعد الأمر لهم بالكلام {وَقَالَ صَوَابًا ٣٨} أي حقاً.

  {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ} يعني يوم القيامة {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ٣٩} يعني سبيلاً ومرجعاً إليه {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا} يعني عذاب الدنيا لأنه أقرب العذاب ويجوز أن يكون عذاب الآخرة لأنه آت وكل آت قريب ... {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ٤٠} وهذا من التمني الكاذب كما قال الشاعر:

  ألا ياليتني والمرء فوت ... وما يغني عن الحدثان ليت

  لأن الكافر يتمنى أن يكون جماداً لا ثواب له ولا عقاب له فكان تمنيه محالاً.

  قوله تعالى: {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} نزل ذلك في سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ونزل قوله: {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ٤٠} في أخيه الأسود بن عبد الأسد.