البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة النازعات مكية

صفحة 864 - الجزء 2

  تدخلها الرياح فتنخر أي تصوت {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ١٢} يعني لئن رجعنا أحياء بعد الموت لنخسرن بدخول النار فكأنها رجعة خسران ونقصان {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ١٣} يعني بها إعادة هذه الأرواح في الأجسام فإذا هم قيام ينظرون.

  {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ١٤} والساهرة وجه الأرض والعرب تسمي وجه الأرض ساهر لأن فيه نوم الحيوان وسهره ومنه قول أمية بن الصلت:

  وفيها سيد ساهر وبحر ... وما فاهوا به أبداً مقيم

  وقال أخو تيم:

  يوم ذي قار ... أقدم محاج أيها الأساورة

  فلا يهولنك رجل بادره ... فإنما قصدك ترك الساهرة

  ثم يعود بعدها في الحافرة ... من بعدما كنت عظاماً ناخرة

  قوله تعالى: {.. إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ١٦} وهو الوادي بأرض فلسطين والمقدس المبارك المطهر وسمي طوى لأنه مر به ليلاً فطواه.

  قوله تعالى: {.. فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ١٨} أي تعمل خيراً.

  {.. الْآيَةَ الْكُبْرَى ٢٠} يعني عصاه ويده.

  قوله تعالى: {... فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ٢٥} يعني عقوبة الدنيا والآخرة لأن الله سبحانه عذبه في الدنيا بالغرق ويصير في الآخرة في النار، وروينا أن الأولى قوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}⁣[القصص: ٣٨]، والآخرة قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ٢٤} وكان بينهما