سورة النازعات مكية
  تدخلها الرياح فتنخر أي تصوت {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ١٢} يعني لئن رجعنا أحياء بعد الموت لنخسرن بدخول النار فكأنها رجعة خسران ونقصان {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ١٣} يعني بها إعادة هذه الأرواح في الأجسام فإذا هم قيام ينظرون.
  {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ١٤} والساهرة وجه الأرض والعرب تسمي وجه الأرض ساهر لأن فيه نوم الحيوان وسهره ومنه قول أمية بن الصلت:
  وفيها سيد ساهر وبحر ... وما فاهوا به أبداً مقيم
  وقال أخو تيم:
  يوم ذي قار ... أقدم محاج أيها الأساورة
  فلا يهولنك رجل بادره ... فإنما قصدك ترك الساهرة
  ثم يعود بعدها في الحافرة ... من بعدما كنت عظاماً ناخرة
  قوله تعالى: {.. إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ١٦} وهو الوادي بأرض فلسطين والمقدس المبارك المطهر وسمي طوى لأنه مر به ليلاً فطواه.
  قوله تعالى: {.. فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ١٨} أي تعمل خيراً.
  {.. الْآيَةَ الْكُبْرَى ٢٠} يعني عصاه ويده.
  قوله تعالى: {... فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ٢٥} يعني عقوبة الدنيا والآخرة لأن الله سبحانه عذبه في الدنيا بالغرق ويصير في الآخرة في النار، وروينا أن الأولى قوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}[القصص: ٣٨]، والآخرة قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ٢٤} وكان بينهما