سورة النازعات مكية
  أربعين سنة.
  قوله تعالى: {... وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ٢٩} معناه أظلم ليلها وأضاء نهارها، وأضاف الليل والنهار إلى السماء لأن منها الظلمة والضياء وفيها دوران الشمس والقمر، وأخرج ضحاها يعني الشمس وشاهد الغطش أنه الظلمة قال الأعشى:
  عقرت لهم ناقتي موهباً ... وغامرهم مدلهم غطش
  يعني يغامرهم لأنه غمر كل شيء بسواده {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ٣٠} في قوله بعد ذلك وجهان أحدهما: أنه بمعنى مع وتقدير الكلام والأرض مع ذلك دحاها لأنها مخلوقة قبل السماء والثاني: أن بعد مستعملة على حقيقتها لأنه تعالى خلق الأرض من قبل السماء ثم دحى الأرض من بعد السماء ودحاها بسطها ويقال بمعنى سوّاها ومنه قول زيد بن عمرو:
  وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له الأرض تحمل صخراً ثقالا
  فلما استوت شدها ربها ... بصنع وأرسى عليها الجبالا
  {... فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ٣٤} وهي الساعة طمت على كل داهية والساعة أدهى وأمر، وروينا أن الطامة الكبرى إذا سيق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار وفي الطامة في اللغة ثلاثة أوجه أحدها: الغاشية. والثانية: الغامرة. والثالثة: الهائلة.
  {... وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي خافه عند مواقعة الذنب فيقلع عنه {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠} أي زجرها عن المعاصي والمحارم {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١} أي المنزل {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ