سورة عبس مكية
  وبين رسله بالوحي يقال: سفر بين القوم، إذا بلغ صلاحاً قال الشاعر:
  وما أدع السفارة بين قومي ... وما أمشي بغش إن مشيت
  {كِرَامٍ بَرَرَةٍ ١٦} يعني كرام عند الله ويجوز أنهم كرام عن المعاصي فهم يرفعون عنها ألسنتهم والبررة المطيعون.
  {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧} يعني لعن وهذه الآية نزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال كفرت برب (والنجم إذا هوى) فقال رسول الله ÷: «اللهم سلط عليه كلبك» فأخذه الأسد في طريق الشام، وما أكفره أي ما أشد كفره.
  قوله تعالى: {... ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ٢١} أي جعل له من يقبره فيواريه {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ٢٢} يعني أحياه قال الأعشى:
  حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجباً للميت الناشر
  {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ٢٣} يعني الكافر أنه لم يعمل ما أمره من الطاعة والإيمان وأتى بالتكذيب والعصيان.
  قال الإمام الناصر لدين الله ~ بعد أن ذكر زواجر القرآن استأنف ضرباً من المثل لأهل الإيمان ليزدادوا اعتباراً ونظراً واستبصاراً فقال: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ٢٤} يعني طعامه الذي يأكله وتحيا به نفسه، ويقوم به جسمه من أي شيء كان ثم كيف صار بعد حفظ الحياة ونمو الجسد {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ٢٥} يعني به المطر {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ٢٦} يعني بالنبات {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ٢٧ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ٢٨} وهو القضب وإنما سمي بذلك لأنه يقضب بعد ظهوره {وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ٢٩ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ٣٠} والغلب الشجر الطوال