البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة التكوير مكية

صفحة 871 - الجزء 2

  {.. وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ١٠} يعني إذا ظهرت الأعمال من خير وشر فعبر عن إحصاء الله تعالى لأعمالهم الحسنات والسيئات بعبارة من يحصي الشيء عن صحيفة كتبها {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ١١} أي كشفت وطويت كما قال تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}⁣[الأنبياء: ١٠٤].

  {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ١٢} أي أوقدت وأحميت {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ١٣} أي قربت وإلى هاتين يصير الصائرون لقوله تعالى: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ٧}⁣[الشورى].

  {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ١٤} أي عملت من خير وشر وهذا جواب: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ١}.

  {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ١٥} يعني النجوم الجارية في الأفلاك والخنوس الاستتار {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ١٦} وسميت جواري لجريانها في الأفلاك والكنس الغيّب وهو مأخوذ من الكِناس وهو كناس الوحش الذي يختفي فيه {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ١٧} ولى قال الشاعر:

  حتى إذا ما صبحها تنفسا ... وانجاب عنها ليلها وعسعسا

  وأصل العس والامتلاء وقيل للقدح الكبير عس فانطلق على إقبال الليل لابتداء املائه وانطلاق ظلامه لاستكمال امتلائه {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ١٨} وهو طلوع الفجر وكذلك رويناه عن أمير المؤمنين علي #.

  {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ١٩} وهذا جواب القسم، والرسول جبريل # وإنما القرآن من قول الله تعالى ثم هو من تبليغ