سورة التكوير مكية
  {.. وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ١٠} يعني إذا ظهرت الأعمال من خير وشر فعبر عن إحصاء الله تعالى لأعمالهم الحسنات والسيئات بعبارة من يحصي الشيء عن صحيفة كتبها {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ١١} أي كشفت وطويت كما قال تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}[الأنبياء: ١٠٤].
  {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ١٢} أي أوقدت وأحميت {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ١٣} أي قربت وإلى هاتين يصير الصائرون لقوله تعالى: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ٧}[الشورى].
  {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ١٤} أي عملت من خير وشر وهذا جواب: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ١}.
  {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ١٥} يعني النجوم الجارية في الأفلاك والخنوس الاستتار {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ١٦} وسميت جواري لجريانها في الأفلاك والكنس الغيّب وهو مأخوذ من الكِناس وهو كناس الوحش الذي يختفي فيه {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ١٧} ولى قال الشاعر:
  حتى إذا ما صبحها تنفسا ... وانجاب عنها ليلها وعسعسا
  وأصل العس والامتلاء وقيل للقدح الكبير عس فانطلق على إقبال الليل لابتداء املائه وانطلاق ظلامه لاستكمال امتلائه {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ١٨} وهو طلوع الفجر وكذلك رويناه عن أمير المؤمنين علي #.
  {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ١٩} وهذا جواب القسم، والرسول جبريل # وإنما القرآن من قول الله تعالى ثم هو من تبليغ