سورة الأعلى مكية
  قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ١٤} أي فعل فعلاً زكياً وعمل عملاً نامياً، ويحتمل أن يكون تزكى بمعنى أخرج الزكوات {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ} هو أن يذكره بقلبه عند صلاته فيخاف عقابه ويرجو ثوابه ليكون استيفاؤه لها وخضوعه فيها بحسب خوفه ورجائه ويكبر عند إحرامه بالصلاة ويذكر اسم ربه لأنه لا ينعقد إلا به {فَصَلَّى ١٥} أي صلى الصلوات الخمس.
  {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ١٦} يعني بها الكفار والتقدير بل تؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ١٧} يعني أن الآخرة خير للمؤمنين وأبقى الجزاء فيها {إِنَّ هَذَا} يعني أن ما قصه الله تعالى في هذه السورة {لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ١٨} قال الإمام الناصر لدين الله: إن جميع ما أنزل الله على أنبيائه $ مائة صحيفة وخمس صحف وأربعة كتب منها خمس وثلاثون صحيفة على شيث بن آدم، وخمسون صحيفة أنزلها على إدريس وعشرون صحيفة أنزلها على إبراهيم، وأنزل التوراة على موسى، والزبور على داود، والإنجيل على عيسى، والقرآن على نبينا محمد ÷.