البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة إقرأ مكية

صفحة 901 - الجزء 2

  غيرت وجهه إلى حال تشويه شعراً:

  أتاني سفعاً في معرس مرحل ... وياتي كجذم الحوص لم ينثلم

  والناصية شَعَر مقدم الرأس، وقد يعبر بها عن جملة الإنسان الشر فيقال: ناصية مباركة {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ١٦} يعني ناصية أبي جهل كاذبة في قولها خاطئة في فعلها {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ١٧} أي فليدع أهل ناديه من عشير أو نصير والنادي مجلس القوم ومتحدثهم {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ١٨} وهم الملائكة من خزنة جهنم وهم من أعظم الملائكة خلقاً وأشدهم بطشاً والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه شعراً:

  مطاعيم في القصوى مطاعيم في الوغى ... زبانية غلب عظام حلومها

  {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ١٩} يعني لا تطع أبا جهل وهو نهي وتحذير واسجد واقترب يعني اسجد لله تعالى يا محمد واقترب إليه لأن أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى إذا سجد مخلصاً.