سورة أرأيت مكية
سورة أرأيت مكية
  ﷽: قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ١} والدين الجزاء والحكم، وهذه الآية نزلت في العاص بن وائل السهمي {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ٢} معناه يدفع اليتيم دفعاً شديداً ومنه قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ١٣}[الطور]، أي يدفعون إليها دفعاً. يدفعه عن حقه ويمنعه عن ماله ظلماً له طمعاً فيه أو يدفعه إبعاداً له وزجراً إذا احتاج وسأل.
  {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ٣} أي لا يفعله ولا يأمر به وليس عام على من تركه عجزاً ولكنهم كانوا يبخلون ويعتذرون لأنفسهم بأن يقولوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه فنزلت الآية فيهم وتوجه الذم إليهم.
  {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ٤} يعني المنافق الذي إن صلاها لم يرج ثوابها، وإن تركها لم يخش عقابها وهم عنها ساهون لاهون، وليس من السهو الذي يقع في الصلاة الصحيحة {.. الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ٦} وإنما يريد بها النفاق والرياء إذا حضروا مع الناس صلوا وإذا غابوا تركوها ولم يصلوا كذلك روينا عن أمير المؤمنين علي #، وروينا عن سيدنا رسول الله ÷ أنه قال: «من عمل عملاً لغيري فقد أشرك بي وإنما أعني الشركاء عن المشركين» {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ٧} والماعون الزكاة كذلك روينا عن أمير المؤمنين علي # قال الراعي:
  أخليفة الرحمن إنا معشر ... حنفاء نسجد بكرة وأصيلا
  عرب نرى لله في أموالنا ... حق الزكاة مُنزّلاً تنزيلا
  قوم على الإسلام لما يمنعوا ... ماعونهم ويضيعوا التنزيلا
  وقد ورد الماعون في كلام العرب على وجوه فمنها: المال، بلسان قريش، ومنه المعروف ومنه الماء المعين قال الشاعر:
  بأجود منه بماعونه ... إذ ما سماؤهم لم تهِم
  ومنه الماعون الذي يتعاوره الناس مثل الدلو والقدر والفأس، ومنه المستقل من منافع الأموال مأخوذ من المعن.