المواضع التي يجوز فيها وصل الضمير وفصله
  وصل أو افصل هاء سلنيه، وما ... أشبهه، فى كنته الخلف انتمى(١)
= وقولهم «قطع الله يد ورجل من قالها» والوجه الثانى: نصب الأموات بالفتحة الظاهرة على أنه مفعول به تنازعه الوصفان فأعمل فيه الثانى وحذف ضميره من الأول لكونه فضلة «ضمنت» فعل ماض، والتاء للتأنيث «إياهم» مفعول به تقدم على الفاعل «الأرض» فاعل ضمن «فى دهر» جار ومجرور متعلق بضمنت، ودهر مضاف و «الدهارير» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «ضمنت إياهم» حيث عدل عن وصل الضمير إلى فصله؛ وذلك خاص بالشعر، ولا يجوز فى سعة الكلام، ولو جاء به على ما يستحقه الكلام لقال «قد ضمنتهم الأرض».
ومثل هذا البيت قول زياد بن منقذ العدوى التميمى من قصيدة له يقولها فى تذكر أهله والحنين إلى وطنه، وكان قد نزل صنعاء فاستوبأها، وكان أهله بنجد فى وادى أشى - بزنة المصغر (وانظر ١/ ٦٥ من كتابنا هداية السالك إلى أوضح المسالك):
وما أصاحب من قوم فأذكرهم ... إلّا يريدهم حبّا إلىّ هم
فقد جاء بالضمير منفصلا - وهو قوله «هم» فى آخر البيت - وكان من حقه أن يجئ به متصلا بالعامل - وهو قوله «يزيد» - ولو جاء به على ما يقتضيه الاستعمال لقال «إلا يزيدونهم حبا إلى».
ومثل ذلك قول طرفة بن العبد البكرى:
أصرمت حبل الوصل، بل صرموا ... يا صاح، بل قطع الوصال هم
وكان من حقه أن يقول: «بل قطعوا الوصال» لكنه اضطر ففصل
(١) «وصل» الواو للاستئناف، صل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «أو» حرف عطف دال على التخيير «افصل» فعل أمر، وفعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وجملة افصل معطوفة على جملة صل «هاء» مفعول تنازعه الفعلان، فأعمل فيه الثانى، وهاء مضاف و «سلنيه» قصد لفظه: مضاف إليه «وما» الواو حرف عطف، ما: اسم موصول معطوف على سلنيه «أشبهه» أشبه: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما، والهاء مفعول به، والجملة لا محل