شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجوز فيها وصل الضمير وفصله

صفحة 103 - الجزء 1

  كذاك خلتنيه، واتّصالا ... أختار، غيرى اختار الانفصالا⁣(⁣١)

  أشار فى هذين البيتين إلى المواضع التى يجوز أن يؤتى فيها بالضمير منفصلا مع إمكان أن يؤتى به متصلا.

  فأشار بقوله: «سلنيه» إلى ما يتعدّى إلى مفعولين الثانى منها ليس خيرا فى الأصل، وهما ضميران، نحو: «الدّرهم سلنيه» فيجوز لك فى هاء «سلنيه» الاتصال نحو سلنيه، والانفصال نحو سلنى إيّاه، وكذلك كل فعل أشبهه، نحو الدّرهم أعطيتكه، وأعطيتك إيّاه.

  وظاهر كلام المصنف أنه يجوز فى هذه المسألة الانفصال والاتصال على السواء، وهو ظاهر كلام أكثر النحويين، وظاهر كلام سيبويه أن الاتصال فيها واجب، وأن الانفصال مخصوص بالشعر.

  وأشار بقوله: «فى كنته الخلف انتمى» إلى أنه إذا كان خبر «كان» وأخواتها ضميرا، فإنه يجوز اتصاله وانفصاله، واختلف فى المختار منهما؛ فاختار المصنف


= لها صلة ما «فى كنته» جار ومجرور متعلق بانتمى «الخلف» مبتدأ «انتمى» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الخلف، والجملة من انتمى وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ، وانتمى معناه انتسب، والمراد أن بين العلماء خلافا فى هذه المسألة، وأن هذا الخلاف معروف، وكل قول فيه معروف النسبة إلى قائله.

(١) «كذاك» الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، والكاف حرف خطاب «خلتنيه» قصد لفظه: مبتدأ مؤخر «واتصالا» الواو عاطفة، اتصالا: مفعول مقدم لأختار «أختار» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «غيرى غير: مبتدأ، وغير مضاف والياء التى للمتكلم مضاف إليه «اختار» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود لغيرى، والجملة من اختار وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «الانفصالا» مفعول به لاختار، والألف للاطلاق.