شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا عطف فعل مضارع على اسم خالص جاز فيه النصب بان مذكورة أو. محذوفة

صفحة 359 - الجزء 2

  فـ «تقرّ» منصوب بـ «أن» محذوفة، وهى جائزة الحذف؛ لأن قبله اسما صريحا، وهو لبس، وكذلك قوله:

  ٣٣١ - [إنّى وقتلى سليسكا ثمّ أعقله ... كالثّور يضرب لمّا عافت البقر


= كناية عن سكون النفس، وعدم طموحها إلى ما ليس فى يدها «الشفوف» جمع شف - بكسر الشين وفتحها - وهو ثوب رقيق يستشف ما وراءه.

الإعراب: «ولبس» مبتدأ، ولبس مضاف و «عباءة» مضاف إليه «وتقر» الواو واو العطف، تقر: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد الواو عاطفة على اسم خالص من التقدير بالفعل «عينى» عين: فاعل تقر، وعين مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «أحب» خبر المبتدأ «إلى» جار ومجرور متعلق بأحب «من لبس» جار ومجرور متعلق بأحب أيضا، ولبس مضاف و «الشفوف» مضاف إليه.

الشاهد فيه: قولها «وتقر» حيث نصبت الفعل المضارع بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف التى تقدمها اسم خالص من التقدير بالفعل وهو لبس.

والمراد بالاسم الخالص: الاسم الذى لا تشوبه شائبة الفعلية، وذلك بأن يكون جامدا جمودا محضا، وقد يكون مصدرا كلبس فى هذا الشاهد، وقد يكون اسما علما كما تقول: لو لا زيد ويحسن إلى لهلكت، أى لو لا زيد وإحسانه إلى، ومن هذا القبيل قول الشاعر:

ولو لا رجال من رزام أعزّة ... وآل سبيع أو أسوأك علقما

أسوأك: منصوب بأن المضمرة والمعطوف عليه رجال، وعلقم: منادى بحرف نداء محذوف.

٣٣١ - البيت لأنس بن مدركة الخثعمى، وقد سقط برمته من بعض نسخ الشرح.

اللغة: «سليكا» بصيغة المصغر - هو سليك بن السلكة - بزنة همزة، وهى أمه - أحد ذؤبان العرب وشذاذهم، وكان من حديثه أنه مر ببيت من خثعم، وأهله خلوف، فرأى امرأة شابة بضة، فنال منها، فعلم بهذا أنس بن مدركة الخثعمى، فأدركه فقتله «أعقله» مضارع عقل القتيل، أى: أدى ديته «عافت» كرهت، وامتنعت، وأراد: أن البقر إذا امتنعت عن ورود الماء لم يضربها راعيها لأنها ذات