شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا عطف فعل مضارع على اسم خالص جاز فيه النصب بان مذكورة أو. محذوفة

صفحة 360 - الجزء 2

  فـ «أعقله»: منصوب بـ «أن» محذوفة، وهى جائزة الحذف؛ لأن قبله اسما صريحا، وهو «قتلى»، وكذلك قوله]:

  ٣٣٢ - لو لا توقّع معترّ فأرضيه ... ما كنت أوثر إترابا على ترب


= لبن، وإنما يضرب الثور لتفزع هى فتشرب، ويقال: الثور فى هذا الكلام نبت من نبات الماء، تراه البقر حين ترد الماء فتعاف الورود، فيضربه البقار؛ لينحيه عن مكان ورودها حتى ترد، انظر حيوان الجاحظ (١/ ١٨) والأول أشهر وأعرف، ووقع فى شعر الأعشى ما يبينه، وقال الهيبان الفقيمى وعبر عن الثور باليعسوب على التشبيه:

كما ضرب اليعسوب أن عاف باقر ... وما ذنبه إن عافت الماء باقر

المعنى: بشبه نفسه إذ قتل سليكا ثم وداه - أى: أدى ديته - بالثور يضربه الراعى لتشرب الإناث من البقر، والجامع فى التشبيه بينهما تلبس كل منهما بالأذى لينتفع سواه.

الإعراب: «إنى» إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه «وقتلى» الواو عاطفة، قتل: معطوف على اسم إن، وقتل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله «سليكا» مفعول به لقتل «ثم» حرف عطف «أعقله» أعقل: فعل مضارع منصوب بأن محذوفة جوازا، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والهاء مفعول به «كالثور» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن «يضرب» فعل مضارع مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الثور، والجملة فى محل نصب حال من الثور «لما» حرف ربط «عافت» عاف: فعل ماض، والتاء للتأنيث «البقر» فاعل عاف.

الشاهد فيه: قوله «ثم أعقله» حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة جوازا بعد ثم التى للعطف، بعد اسم خالص من التقدير بالفعل، وهو القتل.

والاسم الخالص من التقدير بالفعل هو الاسم الجامد، سواء أكان مصدرا كما فى هذا البيت وبيت ميسون بنت بحدل (رقم ٣٣٠) والبيت الآتى (رقم ٣٣٢)، أم كان غير مصدر، كما قد ذكرنا لك ذلك واستشهدنا له فى شرح البيت السابق.

٣٣٢ - البيت من الشواهد التى لم نقف على نسبتها إلى قائل معين.

اللغة: «توقع» انتظار، وارتقاب «معتر» هو الفقير الذى يتعرض للجدى