شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا عطف فعل مضارع على اسم خالص جاز فيه النصب بان مذكورة أو. محذوفة

صفحة 361 - الجزء 2

  فـ «أرضيه»: منصوب «بأن» محذوفة جوازا بعد الفاء؛ لأن قبلها اسما صريحا - وهو «توقّع» - وكذلك قوله تعالى: {وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً} فـ «يرسل»: منصوب بـ «أن» الجائزة الحذف، لأن قبله «وحيا» وهو اسم صريح.

  فإن كان الاسم غير صريح - أى: مقصودا به معنى الفعل - لم يجز النصب، نحو «الطائر فيغضب زيد الذباب» فـ «يغضب»: يجب رفعه، لأنه معطوف على «طائر» وهو اسم غير صريح؛ لأنه واقع موقع الفعل، من جهة أنه صلة لأل، وحقّ الصلة أن تكون جملة، فوضع «طائر» موضع «يطير»


= والمعروف «أوثر» أفضل، وأرجح «إترابا» مصدر أترب الرجل، إذا استغنى «ترب» هو الفقر والعوز، وأصله لصوق اليد بالتراب.

المعنى: يقول: لو لا أننى أرتقب أن يتعرض لى ذو حاجة فأقضيها له ما كنت أفضل الغنى على الفقر، وللعلامة الصبان - وتبعه العلامة الخضرى - هنا زلة سببها عدم الوقوف على معانى الكلمات كما ذكرنا، وتقليد من سبقه، والله يغفر لنا وله، ويتجاوز عنا وعنه.

الإعراب: «لو لا» حرف يقتضى امتناع الجواب لوجود الشرط «توقع» مبتدأ، وخبره محذوف وجوبا، وتقدير الكلام: لو لا توقع معتر موجود، وتوقع مضاف و «معتر» مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله «فأرضيه» الفاء عاطفة، أرضى: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد الفاء العاطفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والهاء مفعوله «ما» نافية «كنت» كان: فعل ماض ناقص، والتاء اسمه «أوثر» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة من الفعل وفاعله فى محل نصب خبر كان، وجملة كان واسمه وخبره جواب لو لا «إترابا» مفعول به لأوثر «على ترب» جار ومجرور متعلق بأوثر.

الشاهد فيه: قوله «فأرضيه» حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة جوازا بعد الفاء العاطفة التى تقدم عليها اسم صريح، وهو قوله «توقع».