شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا رفعت صلة أل ضميرا عائدا على غير أل وجب فصله

صفحة 406 - الجزء 2

  وأشار بقوله: «جمعا بلفظ قلة فى الأكثر» إلى أن المعدود بها إن كان له جمع قلة وكثرة لم يضف العدد فى الغالب إلا إلى جمع القلة؛ فتقول: «عندى ثلاثة أفلس، وثلاث أنفس» ويقلّ «عندى ثلاثة فلوس، وثلاث نفوس».

  ومما جاء على غير الأكثر قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} فأضاف «ثلاثة» إلى جمع الكثرة مع وجود جمع القلة، وهو «أقراء»⁣(⁣١).

  فإن لم يكن للاسم إلا جمع كثرة لم يضف إلا إليه، نحو «ثلاثة رجال».

  * * *

  ومائة والألف للفرد أضف ... ومائة بالجمع نزرا قد ردف⁣(⁣٢)

  قد سبق أن «ثلاثة» وما بعدها إلى «عشرة» لا تضاف إلا إلى جمع، وذكر هنا أن «مائة» و «ألفا» من الأعداد المضافة، وأنهما لا يضافان إلا


(١) الأصل فى جمع قرء - بفتح القاف وسكون الراء - أن يكون على أفعل، نظير فلس وأفلس، والمستعمل من جمع هذا اللفظ وهو أقراء - شاذ بالنسبة إليه، وإذا كان جمع القلة شاذا، أو قليل الاستعمال، فهو بمثابة غير الموجود، وهذا هو سر استعمال جمع الكثرة فى الآية الكريمة.

(٢) «ومائة» مفعول تقدم على عامله، وهو قوله «أضف» الآتى «والألف» معطوف على مائة «للفرد» جار ومجرور متعلق بقوله أضف الآتى «أضف» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ومائة» مبتدأ «بالجمع» جار ومجرور متعلق بقوله «ردف» الآتى «نزرا» حال من الضمير المستتر فى قوله ردف «ردف» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى «مائة» الواقع مبتدأ، والجملة من الفعل ونائب الفاعل فى محل رفع خبر المبتدأ.