شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

نون الوقاية قبل ياء المتكلم مع لدن وقد

صفحة 116 - الجزء 1

  



= محل جر «من نصر» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ونصر مضاف و «الخبيبين» مضاف إليه «قدى» يجوز أن يكون قد هنا اسم فعل، وقد جعله ابن هشام اسم فعل مضارع بمعنى يكفينى، وجعله غيره اسم فعل ماض بمعنى كفانى، وجعله آخرون اسم فعل أمر بمعنى ليكفنى، وهذا رأى ضعيف جدا، وياء المتكلم على هذه الآراء مفعول به، ويجوز أن يكون قد اسما بمعنى حسب مبتدأ، وياء المتكلم مضاف إليه، والخبر محذوف، وجملة المبتدأ وخبره مؤكدة لجملة المبتدأ وخبره السابقة «ليس» فعل ماض ناقص «الإمام» اسمها «بالشحيح» الباء حرف جر زائد، الشحيح: خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد «الملحد» صفة للشحيح.

الشاهد فيه: قوله «قدنى» و «قدى» حيث أثبت النون فى الأولى وحذفها من الثانية وقد اضطربت عبارات النحويين فى ذلك؛ فقال قوم: إن الحذف غير شاذ، ولكنه قليل، وتبعهم المصنف والشارح، وقال سيبويه: «وقد يقولون فى الشعر قطى وقدى فأما الكلام فلا بد فيه من النون، وقد اضطر الشاعر فقال قدى شبهه بحسبى لأن المعنى واحد» اه. وقال الأعلم: «وإثباتها (النون) فى قد وقط هو المستعمل؛ لأنهما فى البناء ومضارعة الحروف بمنزلة من وعن، فتلزمهما النون المكسورة قبل الياء؛ لئلا يغير آخرهما عن السكون» اه وقال الجوهرى: «وأما قولهم قدك بمعنى حسب فهو اسم، وتقول: قدى، وقدنى أيضا بالنون على غير قياس؛ لأن هذه النون إنما تزاد فى الأفعال وقاية لها، مثل ضربنى وشتمنى» وقال ابن برى يرد على الجوهرى «وهم الجوهرى فى قوله إن النون فى قدنى زيدت على غير قياس» وجعل النون مخصوصا بالفعل لا غير، وليس كذلك، وإنما تزاد وقاية لحركة أو سكون فى فعل أو حرف، كقولك فى من وعن إذا أضفتهما لنفسك: منى وعنى؛ فزدت نون الوقاية لتبقى نون من وعن على سكونها، وكذلك فى قد وقط، وتقول: قدنى وقطنى؛ فتزيد نون الوقاية لتبقى الدال والطاء على سكونها، وكذلك زادوها فى ليت، فقالوا: ليتنى، لتبقى حركة التاء على حالها، وكذلك قالوا فى ضرب: ضربنى، لتبقى الباء على فتحها، وكذلك قالوا فى اضرب: اضربنى، أدخلوا نون الوقاية لتبقى الباء على سكونها» اه.