شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

النسب إلى محذوف الفاء

صفحة 504 - الجزء 2

  وإن يكن كشية ما الفا عدم ... فجبره وفتح عينه التزم⁣(⁣١)

  إذا نسب إلى اسم محذوف الفاء، فلا يخلو: إما أن يكون صحيح اللام، أو معتلّها.

  فإن كان صحيحها لم يردّ إليه المحذوف؛ فتقول فى «عدة وصفة»: «عدىّ وصفىّ».

  وإن كان معتلّها وجب الردّ، ويجب أيضا - عند سيبويه |! - فتح عينه؛ فتقول فى شية: «وشوى».

  * * *


(١) «وإن» شرطية «يكن» فعل مضارع ناقص، فعل الشرط «كشية» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر يكن مقدم «ما» اسم موصول: اسم يكن «الفا» قصر للضرورة: مفعول تقدم على عامله وهو قوله عدم الآتى «عدم» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول «فجبره» الفاء واقعة فى جواب الشرط، جبر: مبتدأ، وجبر مضاف والهاء مضاف إليه «وفتح» معطوف على جبره، وفتح مضاف وعين من «عينه» مضاف إليه، وعين مضاف والهاء مضاف إليه «التزم» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المذكور من جبره وفتح عينه، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ وما عطف عليه، وإنما أفرد الضمير - مع أن المبتدأ فى قوة المثنى - للتأويل بالمذكور، ويجوز أن تكون الجملة خبر المبتدأ وحده، ويكون هناك خبر محذوف - مماثل لهذا المذكور - للمعطوف؛ فتكون الواو عطفت جملة على جملة، والتقدير على هذا الوجه الأخير: فجبره التزم وفتح عينه التزم، وهذا أولى من جعل المذكور خبرا للمعطوف وحده، وجعل خبر المعطوف عليه محذوفا، وذلك لأن الحذف من الأول لدلالة الثانى عليه ضعيف، بخلاف الحذف من الثانى لدلالة الأول عليه.