شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ما يجوز فيه الادغام والفك

صفحة 588 - الجزء 2

  وحبى افكك وادّغم دون حذر ... كذاك نحو تتجلّى واستتر⁣(⁣١)

  أشار فى هذا البيت إلى ما يجوز فيه الإدغام والفكّ.

  وفهم منه: أن ما ذكره قبل ذلك واجب الإدغام.

  والمراد بحيى: ما كان المثلان فيه ياءين لازما تحريكهما، نحو: حيى وعيى؛ فيجوز الإدغام، نحو: حىّ وعىّ⁣(⁣٢)؛ فلو كانت حركة أحد المثلين عارضة بسبب العامل لم يجز الإدغام اتفاقا نحو: لن يحيى⁣(⁣٣).


= الأرض - من باب فرح - إذا كثر فيها الضب، وهو الحيوان المعروف، وقولهم: قطط الشعر - من باب فرح - إذا اشتدت جعودته، وقولهم: مششت الدابة - من باب فرح - إذا برز فى ساقها أو ذراعها شئ دون صلابة العظم، وقولهم: عززت الناقة - من باب كرم - إذا ضاق مجرى لينها. هذا، وقد قال قعنب بن أم صاحب:

* أنّى أجود لأقوام وإن ضننوا*

فهذا شاذ قياسا واستعمالا، أما شذوذه قياسا فظاهر. وأما شذوذه استعمالا فلأن «ضننوا» ليس أحد الألفاظ التى ذكرنا أنهم استعملوها فى غير ضرورة مفكوكة.

(١) «وحيى» قصد لفظه: مفعول تقدم على عامله «افكك» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وادغم» فعل أمر معطوف على افكك، وفيه ضمير مستتر وجوبا فاعل، وله مفعول محذوف مماثل للمفعول المذكور لافكك «دون» ظرف متعلق بمحذوف حال من الفك والإدغام المدلول عليهما بالفعلين، ودون مضاف و «حذر» مضاف إليه «كذاك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «نحو» مبتدأ مؤخر، ونحو مضاف و «تتجلى» قصد لفظه: مضاف إليه «واستتر» معطوف على تتجلى، وقد قصد لفظه أيضا.

(٢) ومن ذلك قول عبيد بن الأبرص:

عيّوا بأمرهم كما ... عيّت ببيضتها النّعامه

(٣) يحيى: هو مضارع أحيا، على وزان أعطى، ومنه قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى}.