الفصل الثاني: في المضعف واحكامه
  الأول: بقاؤه على حاله الذى ذكرناه، وهذه لغة أكثر العرب.
  الثانى: حذف عينه مع بقاء حركة الفاء على حالها - وهى الفتحة - فتقول: «ظلت، وملت» وهذه لغة بنى عامر، وعليها جاء قوله تعالى (٥٦ - ٦٥): {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} وقوله جلت كلمته (٢٠ - ٩٨): {الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً}(١).
  الثالث: حذف العين بعد نقل كسرتها إلى الفاء، تقول: «ظلت، وملت» وهذه لغة بعض أهل الحجاز.
  حكم مضارعه:
  إذا أسند إلى ضمير بارز ساكن - وذلك ألف الاثنين، وواو الجماعة، وياء المؤنثة المخاطبة - مجزوما كان أو غير مجزوم، أو أسند إلى اسم ظاهر أو ضمير مستتر ولم يكن مجزوما؛ وجب فيه الإدغام، تقول: «المحمدان يمدّان، ويخفّان، ويملّان، ولن يمدّا، ولن يخفّا، ولن يملّا، ولم يمدّا، ولم يخفّا، ولم يملّا» وتقول: «المحمدون يمدّون، ويخفّون، ويملّون، ولن يملّوا، ولم يمدّوا» وتقول: «أنت تملّين يا زينب، ولن تملّى، ولم تملّى» وكذلك تقول: «يملّ زيد، ولن يملّ، ومحمد يملّ، ولن يملّ»، قال الله تعالى (٢٨ - ٣٥): {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} وقال: (٢٠ - ٨١): {وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} وفى الحديث: «لن يملّ الله حتّى تملّوا».
  فإن أسند إلى ضمير بارز متحرك - وذلك نون النسوة - وجب فكّ الإدغام، تقول: «النّساء يمللن، ويشددن، ويخففن».
(١) ومن شواهد ذلك قول عمر بن أبى ربيعة المخزومى:
فظلت بمرأى شائق وبمسمع ... ألا حبّذا مرأى هناك ومسمع
وقوله أيضا:
ظلت فيها ذات يوم واقفا ... أسأل المنزل هل فيه خبر؟
وقد جمع عمر أيضا بين الإتمام والحذف فى بيت واحد، وهو قوله:
وما مللت ولكن زاد حبّكم ... وما ذكرتك إلّا ظلت كالسّدر