الفصل الثاني: في المضعف واحكامه
  والضابط فى وجوب الإدغام أو الفك أو جوازهما فى الأنواع الثلاثة أن تقول:
  (١) كل موضع يكون فيه مكان المثلين من السالم حرفان متحركان يجب فيه الإدغام، ألا ترى أن «مدّ» فى قولك: «مدّ على، والمحمدان مدّا» تقابل الدال الأولى صاد «نصر، ونصرا» وتقابل الدال الثانية الراء، وهما متحركان؟
  (٢) وكل موضع يكون فيه مكان ثانى المثلين من السالم حرف ساكن لعلة الاتصال بالضمير المتحرك يجب فيه الفكّ، ألا ترى أن «مد» فى قولك: «مددت، ومددن» وكذلك «يمدّ، ومدّ» فى قولك: «يمددن، وامددن» تقابل الدال الأولى فيهن الصاد فى «نصرت، ونصرن، وينصرن، وانصرن» وهى متحركة، وتقابل الدال الثانية فيهن الراء وهى ساكنة؟
  (٢) وكل موضع يكون فيه مكان ثانى المثلين من السالم حرف ساكن لغير العلة المذكورة يجوز فيه الفك والإدغام، ألا ترى أن الدال الأولى فى نحو «لم يمدد، وامدد» تقابل الصاد فى نحو «لم ينصر، وانصر» وأن الدال الثانية تقابل الراء وهى ساكنة لغير الاتصال بالضمير المتحرك(١)؟
  وهذا الضابط مطّرد فى جميع ما ذكرنا.
= مخافة التباس صورة الأمر بصورة الماضى، ومنهم من أنكر ذلك، وقال: إن ألف الوصل إنما تجتلب لأجل الساكن، والفاء محركة فى المضارع، وقد علمنا أن الأمر مقتطع منه؛ فلم يكن هناك حاجة إلى الألف.
(١) لأن السكون فى «لم يمدد» ونحوه للجزم، والسكون فى «امدد» ونحوه للبناء.