الفصل الثالث: في المهموز واحكامه
  ويكثر حذفها إذا كانت مسبوقة بشئ، ولكنه غير ملتزم التزامه فى الابتداء(١) قال الله تعالى (٢ - ٣٢): {خُذُوا ما آتَيْناكُمْ} وقال سبحانه (٧ - ٣١): {خُذُوا زِينَتَكُمْ} وقال (٢ - ١٧٧): {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ} وقال (٧ - ٣١): {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا}.
  فأما فى المضارع: فلم يحذفوا الهمزة منهما، بل أبقوها على قياس نظائرهما، قال الله تعالى (٧ - ١٤٤): {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها} وقال جل شأنه (٤ - ٢): {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ}.
  ثانيا: أمر وسأل، حذفوا همزتهما من صيغة الأمر أيضا، ثم حذفوا همزة الوصل استغناء عنها، فقالوا: «مر، وسل» إلا أنهم لا يلتزمون هذا الحذف إلا عند الابتداء بالكلمة؛ فإن كانت مسبوقة بشئ لم يلتزموا حذفها، بل الأكثر استعمالا عندهم فى هاتين الكلمتين حينئذ إعادة الهمزة - التى هى الفاء أو العين - إليهما؛ قال الله تعالى (٣ - ٢١١): {سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ} وقال (٢١ - ٧): {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} وقال (٢٠ - ١٣٢): {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ}.
  فأما فى صيغة المضارع: فإنها لا تحذف، قال الله تعالى (٢ - ٤٤): {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} وقال (٣ - ١١٠): {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} وقال (٥ - ١٠١): {لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها}.
  فوزن «مر، وخذ، وكل» عل، ووزن «سل» فل.
(١) وتتميمهما على قياس نظائرهما - حينئذ - نادر، بل قيل: لا يجوز.