شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل الخامس: في الأجوف واحكامه

صفحة 632 - الجزء 2

  الثانى: نوع يعتل بالنقل وحده، وذلك المضارع من الثلاثى، الذى يجب فيه الإعلال، ما لم يكن من باب «علم يعلم»؛ فإنك تنقل حركة الحرف المعتل إلى الساكن الصحيح الذى قبله، نحو «قال يقول، وباع يبيع».

  والأصل فى المضارع: «يقول، ويبيع» على مثال ينصر ويضرب؛ نقلت الضمة من الواو والكسرة من الياء إلى الساكن الصحيح قبلهما؛ فصار «يقول، ويبيع».

  الثالث: نوع يعتل بالنقل والقلب جميعا، وذلك مضارع الثلاثى الذى يجب فيه الإعلال إذا كان من باب «علم يعلم» والمضارع الواوى من صيغتى «أفعل واستفعل» نحو «خاف يخاف، وهاب يهاب، وكاد يكاد» ونحو «أقام يقيم، وأجاب يجيب، وأفاد يفيد» ونحو «استقام يستقيم، واستجاب يستجيب، واستفاد يستفيد».

  والأصل فى مضارع الأمثلة الأولى: «يخوف» على مثال يعلم - فنقلت فتحة الواو إلى الساكن قبلها؛ فصار «يخوف» ثم قلبت الواو ألفا لتحركها بحسب الأصل وانفتاح ما قبلها الآن؛ فصار «يخاف».

  والأصل فى مضارع الأمثلة الثانية: «يقوم» على مثال يكرم، فنقلت كسرة الواو إلى الساكن الصحيح قبلها، فصار «يقوم» ثم قلبت الواو ياء لوقوعها ساكنة إثر كسرة⁣(⁣١)، فصار «يقيم».

  والأصل فى مضارع الأمثلة الثالثة: «يستقوم» على مثال يستغفر، فنقلت حركة الواو إلى الساكن قبلها، فصار «يستقوم» ثم قلبت الواو ياء لوقوعها ساكنة إثر كسرة، فصار «يستقيم»⁣(⁣٢).


(١، ٢) من هنا نعلم أنه لو كانت العين فى صيغتى «أفعل، واستفعل» ياء فى الأصل لم يكن فيهما إلا إعلال بالنقل فقط، فلو بنيت على إحداهما من «بان» لقلت: «أبان يبين واستبان يستببن» ولم يكن فى المضارع إلا نقل حركة الياء إلى الساكن الصحيح قبلها.