شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل الخامس: في الأجوف واحكامه

صفحة 633 - الجزء 2

  وقس على ذلك أحواتهن.

  واعلم أنه يجب بقاء المضارع على ما استقرّ له من التصحيح أو الإعلال ما دام مرفوعا أو منصوبا، فإذا جزم: فإن كان مما يجب تصحيحه بقى على حاله، وإذا كان مما يجب إعلاله - بأى نوع من أنواع الإعلال - وجب حذف حرف العلّة تخلصا من التقاء الساكنين، تقول: «يخاف التقىّ من عذاب الله، ولن يستقيم الظّلّ والعود أعوج، ولو لم يخف الله لم يعصه، وإن تستقم تنجح» ويعود إليه ذلك الحرف المحذوف: إذا أسند إلى الضمير الساكن، نحو «لا تخافوا» أو أكّد بإحدى نونى التوكيد، نحو «وإمّا تخافنّ»، وسيأتى ذلك إن شاء الله تعالى.

  حكم أمره:

  قد عرفت غير مرة أن الأمر مقتطع من المضارع: بحذف حرف المضارعة، واجتلاب همزة الوصل مكسورة أو مضمومة إذا كان ما بعد حرف المضارعة ساكنا، وعلى هذا فالأمر من الأجوف الذى تصحّ عينه فى الماضى والمضارع مثل الأمر من السالم، تقول: «اغيد، وبيّن، واجتورا» وما أشبه ذلك.

  والأمر من الأجوف الذى تعتل عين ماضيه ومضارعه مثل مضارعه المجزوم: يجب حذف عينه ما لم يتصل بضمير ساكن، أو يؤكد بإحدى النونين، تقول: «خف، واستقم، وأجب» وتقول: «خافى ربّك، وهابى عقابه» وتقول: «خافنّ خالقك» ونحو ذلك.

  حكم إسناد المضارع للضمير:

  إذا أسند المضارع من الأجوف إلى الضمير الساكن بقى على ما استحقه من الإعلال أو التصحيح، ولم تحذف عينه ولو كان مجزوما، تقول: «يخافان، ويخافون، وتخافين، ولن يخافا، ولن يخافوا، ولن تخافى، ولم تخافا، ولم